تشهد مدينة الناصرة منافسة محتدمة بين مرشحي رئاسة البلدية، وليد عفيفي وعلي سلام، فيما تتنافس 5 قوائم على مقاعد العضوية الـ19 في الانتخابات التي ستُجرى يوم الثلاثاء المقبل، الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر. ويحظى عفيفي بدعم القوى السياسية في الناصرة.

وأجرى "عرب 48" هذا اللقاء الخاص مع المرشح لرئاسة بلدية الناصرة، وليد عفيفي:

"عرب 48": المرشح المنافس، علي سلام، دعاك للانسحاب والتعاون معه، وقال إنك من عائلة كريمة ورجل ناجح ولا يريد لك الهزيمة، كيف ترد؟

عفيفي: الرجل موهوم وليس فقط مأزوم... هو يعتقد أنه بالضجة التي يفتعلها وبكثرة الشوادر (اللافتات) التي يعلقها يحسم الحملة الانتخابية لصالحه. في البداية كان متفوقا نعم هذا صحيح، ولكنه في المرحلة الأخيرة انخفضت نسبته بما لا يقل عن 25% وخسر هذه النسبة من المؤيدين الذين انضموا إلى حملتنا. اليوم علي سلام لا يتجاوز نسبة 40%.

"عرب 48": على ماذا تستند حين تقول إنك ستحصل على 60% من الأصوات وعلي سلام سيحصل على 40%؟

عفيفي: واضح أن علي سلام لا زال يعيش في الأوهام، وهو يقود المدينة إلى التهلكة في تحريضه وفي الكلام البذيء الذي يتفوّه به في اجتماعاته وخطاباته ضد نصف أو أكثر من نصف أهل الناصرة. لذلك أوجه له نصيحة أخوية بأن وفر جهدك وانضم إلى ائتلافنا الواسع من أجل مصلحة الناصرة وأهلها ووحدتها.

عفيفي في اجتماع حي الفاخورة، قبل أيام

"عرب 48": كيف ترى شكل المجلس البلدي بعد الانتخابات الوشيكة؟

عفيفي: بعد الانتخابات سأوجه دعوة لكل أعضاء المجلس البلدي بمن فيهم علي سلام أذا ما قرر أن يستمر في العمل البلدي بعد الخسارة، وأن يكون جزء من المجلس البلدي ويتحمل مسؤولية بما يتناسب مع قدراته ومعرفته في شؤون إدارة البلدية.

"عرب 48": ماذا عن القوائم الأخرى... أنت ذكرت فقط "ناصرتي" وعلي سلام؟

عفيفي: أعتقد أن ما نطرحه واضح، نحن نسعى إلى توحيد البلد وتوحيد العمل السياسي وإشراك الجميع، وكل الأحزاب السياسية والقوائم مدعوة للمشاركة كل بحسب حجمه رغبته في العطاء وتحمل جزء من المسؤولية بالقرارات والعمل والمشاركة في المشروع.

"عرب 48": احتج مرشحو قائمة "ناصرتي" على لافتاتكم الجديدة التي تدعو إلى التعاون، والتي تضم صورهم وهددوا بالتوجه للقضاء؟

عفيفي: أولا، نحن لا نفعل أمورا غير قانونية، وإن كان غيرنا يفعل ذلك. ثانيا، نحن طوال الوقت ندعو الناس إلى الوحدة وندعو القوائم للتعامل بطريقة حضارية وبتسامح، فالانتخابات ليست هدفا وإنما هي وسيلة للوصول إلى مجلس بلدي يكون فعالا من أجل مصلحة البلد، ولذلك فإن توجهنا في لوحات الإعلانات التي ذكرتها أن نظهر أننا لا نرى بخصومنا أعداء، بل شركاء في مجلس بلدي واحد تحت إدارة وليد عفيفي، والمطلوب من الجميع أن يتعالوا فوق مصالحهم الحزبية والشخصية وأن يعملوا معا من أجل مستقبل مدينة الناصرة ومستقبل أولادها وبناتها وأطفالها.

"عرب 48": كيف تقيم حملتك الانتخابية مقابل حملة علي سلام؟

عفيفي: نحن اعتمدنا في حملتنا الانتخابية التحول حسب الخط الاستراتيجي الذي وضعناه للحملة بمراحلها التي قررناها في بدايتها، فلكل مرحلة زمنية هناك توجه مختلف لأهل البلد، لأننا نرى في حملتنا بأنها مهنية وتخاطب كل القطاعات، وكنا نتحول حسب القطاع الذي نخاطبه وحسب الفكرة التي نريد أن ننقلها للمواطن النصراوي، بدءا بمشروع التعارف بين أبناء البلد الواحد مرورا بموضوع خطة وبرنامج العمل المدروس الذي قمنا بإعداده مع مجموعات مهنية، وصولا إلى موضوع تحديد مستقبل مدينة الناصرة ومستقبل الشباب فيها. كنا نتعامل بمهنية حسب برنامج استراتيجي حددناه منذ بداية الحملة. أما حملة الطرف الآخر فقد اعتمدت الاستخفاف والاستهتار بعقول الناس بكلمة "طالعة" و"بحبكو".

"عرب 48": هل لديك قلق من يوم الانتخابات أو ساعات فرز الأصوات وظهور النتائج؟

عفيفي: نحن ندعو علي سلام والزمرة التي حوله أن لا يزجوا بجمهور حملة وليد عفيفي إلى مكان ليس فيه مصلحة للناصرة وأهلها. نعلم أنهم يقحمون الجوانب العاطفية ولا يحكّمون العقول، ويسعون إلى تأجيج الأوضاع، لذلك نحن نطالبهم بأن يتوجهوا إلى جمهور "ناصرتي" ويدعوهم للحفاظ على الهدوء وتغليب الجانب الأخلاقي على افتعال الفوضى. نتوقع من أهالي الناصرة الطيبين بمن فيهم مؤيدو "ناصرتي" أن يتصرفوا مع أولاد أعمامهم وربما أشقائهم وأبناء حارتهم بمحبة واحترام.

"عرب 48": هل أعددت خطابا لجمهورك في حال الفوز بالانتخابات وآخر للخسارة؟

عفيفي: حسب المعطيات أعددت خطابا للنصر، أما خطاب الخسارة فقد أعددته وسأعطيه لعلي سلام لكي يقرأه.

"عرب 48": هل ستبارك لعلي سلام فيما لو فاز في الانتخابات؟ وهل تتوقع منه أن يبارك لك إذا فزت بالرئاسة؟

عفيفي: أنا من طبيعتي أن أبارك لكل إنسان في مناسباته السعيدة التي تخصه، ومع قلة احتمالاته بالفوز فإنني بالتأكيد لن أبخل على علي سلام بالتهنئة.

"عرب 48": هل تتوقع منه أن يبارك لك بالفوز؟

عفيفي: أتمنى أن يتعامل بروح رياضية وأن يكون إنسانا متنورا ويأتي إلينا للتهنئة وعندها نحن سنكرمه.

"عرب 48": بالنسبة لاستطلاعات الرأي، أين تجد نفسك اليوم في الاستطلاعات التي أجريتها أو أجراها غيرك؟

عفيفي: هنالك بعض الاستطلاعات تشير إلى تفوق بسيط لصالحنا، وبعضها الآخر تشير إلى تفوق طفيف لعلي سلام، بينما هنالك نسبة لا بأس بها ممن لا يعبرون عن موقف. وأنا أقول لك إن النسبة ستكون 60% لوليد عفيفي مقابل 40% لعلي سلام، لأن وضع علي سلام لم يتغير خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة وهو يتأرجح حول الـ40%.

"عرب 48": خلال حملتكم اعتمدتم خطاب التخويف من أنصار علي سلام، وهو قال إنكم أسأتم لشخصه أكثر مما روّجتم لبرنامجكم، ماذا تقول له؟

عفيفي: أولا، موضوع التخويف هذا واقع وبإمكانك أن تسأل الناس، ومعظم الذين علقوا اللافتات والشوادر كانوا مكرهين أو لأنه ساعدهم في مواقف معينة أو لأنهم بحاجة إليه لأن يكون في رئاسة البلدية، أو لأنهم مدينون له بمسألة ما، وليس قناعة منهم بأنه الأفضل للمدينة. لذلك هم علقوا الشوادر خجلا أو تخوفا من خسارة ما، والبعض كما ترى كل شخص قريب من علي سلام يحق له تجاوز القانون! واليوم كل من يضع على سيارته صورة علي سلام أو شعار "ناصرتي" يحصل منه على رخصة لمخالفة القانون! وهذه الممارسة يمكن أن نشاهدها في يوم الانتخابات أيضا، لكننا عملنا بشكل ممنهج على أن نوفر الأمن والأمان لكل نصراوي يحب أن يمارس حقه في الانتخاب الحر. وكانت لدينا عدة مكالمات ولقاءات مع الشرطة من أجل توفير الأمن داخل الصناديق وفي محيطها وفي الطريق إليها، وأعتقد أنه كان هناك تجاوبا من الشرطة لتأمين هذا الحيّز، ونحن بدورنا سنوفر الأدوات التي نملكها لمساعدة أي شخص لديه خوف. أطمئن أهل البلد بأن ما حدث في العام 2013 لن يتكرر هذه المرة. لن نسمح للبلطجة أن تسود، سنحمي بعضنا البعض بأخلاقنا وبممارساتنا القانونية وليس بالعربدة والهمجية. وهنالك إطار واسع نحن اهتممنا بأن يتوفر لأهالي الناصرة في يوم الانتخابات من غطاء شامل بالتعاون مع كل القوى السياسية والجمعيات النصراوية ومعي شخصيا ومع حملتي لكي نوفر من خلال هذا الغطاء النصراوي الشعور بأن "البلد بخير".

"عرب 48": علي سلام يدعي أنكم في حملتكم الانتخابية تتنكرون لحقبته الرئاسية التي يراها مليئة بالمشاريع والإنجازات، وكأنها 5 سنوات لم تكن على الإطلاق، كيف ترد؟

عفيفي: موقفنا منه واضح. نحن نتعامل مع نهج فيه فشل وإقصاء وفرض رأي وعنف وتفرد في الإدارة، وهذا الشيء نشعره في الحملة الانتخابية لعلي سلام. هذا النهج يهدف إلى تفسيخ أهل الناصرة بين طوائفها وأحزابها. هذا النهج الذي نرفضه نحن وندعو إلى عكسه، إلى نهج متنور وعقلاني ومتسامح، ندعو إلى الوحدة والمهنية وإدارة تعتمد مركزية السلطة وقدرات أهل الناصرة ومهنيتهم وتوزيع المسؤوليات والصلاحيات. هذا ما نحمله إلى أهل الناصرة، نحمل نهجا إداريا متطورا بما يتناسب مع مستقبل أهل الناصرة، مقابل نهج دكتاتوري ينفرد في السلطة دون مشاركة أي رأي آخر. فالتعاون والمشاركة هو أساس في نجاح أي مشروع و"الوفق يعين على الرزق"، والوفاق يعين على بناء إدارة سليمة، والتفرقة هي نهج الإنسان الذي يرى نفسه بأنه هو مركز العالم. أما عن مشاريع علي سلام فهي مشاريع وهمية. علي سلام نفذ مشاريع بطريقة منقوصة ومغلوطة، بدون تخطيط. معروف في كل عمل أن مرحلة التخطيط والتجهيز هي الأساس أما التنفيذ فهو أداة. وحتى هذه المرحلة التي كان فيها كل شيء مهيأ هو فعله بانتقاص. انتقص من بلدية الناصرة موقف السيارات ومن مدرسة خالد سليمان موقف السيارات، والجسر الذي يدعي أنه أقامه بتكلفة 100 مليون شيكل، لم يكلف سوى 14 مليون وتم تخطيطه من قبل وزارة المواصلات ونفذته شركة "عيناف جلوتس" بعطاء من وزارة المواصلات و"مسارات إسرائيل"، ولم يكن للبلدية أي دور فيه. في حي الجليل ألغى مشروع "السعر للساكن" لأهداف غير مفهومة وألغى الجامعة التي كانت موجودة في مدرسة الجليل بادعاء أنه سيقيم جامعة جديدة. وحتى دوار "البيغ" ومشروع الشارات الضوئية بداخله لا علاقة للبلدية فيه. هذه كلها ادعاءات وهمية لمشاريع وهمية.

مؤيدو عفيفي في توزيع بيان انتخابي، السبت الماضي

"عرب 48": أريد منك كلمة للفيسبوكيين، حيث هناك إجماع من قبل حملتكم وكذلك من قبل علي سلام بأن ناشطي "فيسبوك" أوصلوا الانتخابات إلى حضيض غير مسبوق؟

عفيفي: للأسف، فعلا هذا الحضيض الذي وصلنا إليه في "فيسبوك" سببه الجبناء الذين يتخفّون وراء حسابات مزيفة ومستعارة. هؤلاء أشخاص لهم أهداف تسيء لجميع أهالي الناصرة، سواء كانوا من مؤيدي "ناصرتي" أو "الموحدة" أو "القائمة الأهلية" أو "شباب التغيير" أو "الجبهة" أو أنصار حملة العفيفي. هذه التهجمات هدفها التأجيج والتحريض، تحريض أهالي المدينة على بعضهم البعض. باعتقادي توجد أيادي خفية تتلاعب بمصير الناصرة، وتستغل الحملة الانتخابية لتفسيخ المجتمع النصراوي، لأن ما يحدث في الناصرة ينعكس على المجتمع العربي بأكمله. وأنا أحذر من هذا التحريض الذي يهدف إلى التفرقة ودق الأسافين، وحدود هذه الممارسات أبعد من مدينة الناصرة! لذلك أرجو من الجميع عدم اعتماد هذه الحسابات المزيفة التي تقف من ورائها جهات مشبوهة وربما هي سلطوية مدعومة لضرب وحدة أهل الناصرة وتدخلنا في دوامة عنف نحن في غنى عنها، ونحن نعرف كيف نفوت الفرصة على هؤلاء بأخلاقنا وثقافتنا وحضارتنا. لقد وجهنا الطاقم القضائي الذي يعمل معنا بأن يتوجه إلى الشرطة وقسم تحقيقات "السايبر" للكشف عن الأشخاص الذين يقفون من وراء هذه الحسابات المزيفة وتقديمهم للقضاء باسم أهل الناصرة، لأنهم أساؤوا إلى الناصرة بكل فئاتهم.

"عرب 48": قال علي سلام في حديث لنا إنه يعتزم مقاضاة شركاتكم سواء في ما يدعي أنها عملية استيلاء على دونمي أرض تابعين لبلدية الناصرة في هذه البناية، أو بتقطيع أشجار كبيرة لإقامة موقف حافلات أمام البناية. كيف ترد على هذه الادعاءات؟

عفيفي: أطلب من علي سلام بأنه إذا كان لا يريد أن يحترم كلمته، فعلى الأقل يحترم الاتفاقية التي وقع عليها بنفسه كعضو مجلس بلدي. عليه أولا أن يراجع حساباته ثم يتوجه إلى القضاء فالقضاء موجود. إذا كان له أي حق فليتوجه للقضاء ونحن نحترم ذلك. هو فقط يحاول الإساءة لوليد العفيفي لكي يظهر للناس وكأن العفيفي يريد أن يستولي على اقتصاد المدينة. عيب عليك يا علي فهذا ليس أسلوبنا وإذا كنت لا تريد أن تحترم كلمتك، فعلى الأقل احترم الاتفاقيات التي أنت جزء أساسي منها وأنت تعرف ذلك حق المعرفة.

"عرب 48": هل توجه كلمة أو نداء لأهالي الناصرة ولعلي سلام؟

عفيفي: أقول لأهالي الناصرة أخرجوا في يوم الانتخابات لتمارسوا حقكم الطبيعي في اختيار مرشحكم، واهتموا بأن تضعوا الصوت الحقيقي للناصرة وليس الصوت المزيف الذي يحاول إظهاره البعض ويتخفون من وراء الطيبة والأخلاق والاحترام والمحبة! نحن نحب أهلنا باختلاف انتماءاتنا الحزبية والدينية والحاراتية. من حقكم ممارسة الاقتراع الحر دون تردد وأن تصوتوا لوليد عفيفي لتكونوا جزءا من التغيير المستقبلي لمدينة الناصرة. وأقول لعلي سلام أنت عملت الكثير وتعبت كثيرا في الخدمة التي قدمتها لأهل الناصرة مع أن لدينا انتقادات لحضرتك في ممارسة العمل، ونطلب منك أن تتنحى وتفسح المجال لأهل الناصرة ليقولوا كلمتهم بوضوح وبصراحة ويعملوا معا من أجل مستقبل أفضل، حقيقي وغير مبطن، والذي يسيّر من قلب الناصرة وليس من خارجها. وشكرا.

اقرأ/ي أيضًا | خاص | علي سلام لـ"عرب 48": لست مستعدا للخسارة